• الموقع : موقع سماحة اية الله الشيخ حسن الرميتي .
        • القسم الرئيسي : كتاب الصلاة .
              • القسم الفرعي : مبحث الصلوات المستحبة / بحث الفقه .
                    • الموضوع : الدرس 711 _ الصلوات المستحبة 4 .

الدرس 711 _ الصلوات المستحبة 4

[الخلاصة]

* في الصلوات المستحبّة: نافلة شهر رمضان.
* الكلام في: توزيع الخمسمائة الأولى في العشرين الأَوَلين من شهر رمضان.
* أما تتمة الكلام في هذه المسألة، فتأتي في الدرس القادم إن شاء الله تعالى.



*قال الشهيد الأول (رحمه الله) في الدروس: خمسمائة في العشرين الأولين لكلِّ ليلة عشرون: ثمانٍ بين العشاءين، واثنتا عشرة بعدهما، ومائة في ليلِ تسع عشرة*
 المعروف بين الأعلام: أنَّ الأفضل في توزيع الألف ركعة على الشَّهر هو أنْ يصلِّي في كلِّ ليلة من العَشْرتين الأولتين عشرينَ ركعةً.
وفي الجواهر: «إجماعاً محكيّاً عنِ الانتصار والخلاف وكشف اللثام، إنْ لم يكن محصَّلاً، ونصوصاً» (انتهى كلامه).
والمعروف بينهم أيضاً: في كيفيَّة الإتيان بهذه العشرين هو أنْ يصلِّي ثمانِ ركعاتٍ بعد المغرب، واثنتي عشرة ركعة بعد العشاء.
وقد ذكر بعض الأعلام: أنَّ هذا هو الأشهر بين الأعلام، بل هو المشهور، بل عن ظاهر الانتصار والخِلاف الإجماع عليه.
وحُكِي عن الشَّيخ (رحمه الله) في النِّهاية: أنَّه خيَّر بين ذلك وبين جَعْل اثنتي عشرة ركعة بعد المغرب وثمانِ ركعاتٍ بعد العشاء؛ واختاره المحقِّق (رحمه الله) في المعتبر، حيث قال: «وطُرِق الرِّوايات كلّها ضعيفة، لكنْ عمل الأصحاب أسقط اعتبار طرقها ولا رجحان فيها، فينبغي القول فيها بالتخيير» (انتهى كلامه).
أقول: قدِ استُدلّ للمشهور بجملة من الرِّوايات:
منها: رواية مَسْعدة بن صدقة عن أبي عبد الله (عليه السلام)، قال: «ممَّا كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يصنع في شهر رمضان كان يتنفَّل في كلِّ ليلة، ويزيد على صلاته التي كان يصلِّيها قبل ذلك منذ أوَّل ليلة إلى تمام عشرين ليلة، في كلِّ ليلة، عشرينَ ركعةً، ثماني ركعات منها بعد المغرب، واثنتي عشرة بعد العشاء الآخرة، ويصلِّي في العشر الأواخر، في كلِّ ليلة، ثلاثينَ ركعةً: اثنتي عشرة منها بعد المغرب، وثماني عشرة بعد العشاء الآخرة؛ ويدعو ويجتهد اجتهاداً شديداً، وكان يصلِّي في ليلة إحدى وعشرين مائةَ ركعةٍ، ويصلِّي في ليلةَ ثلاث وعشرين مائةَ ركعةٍ، ويجتهد فيهما».[1] وهي ضعيفة بعدم وثاقة مسعدة بن صدقة؛ وأمَّا عليِّ بن محمَّد بن الزُّبير الواقع في طريق الشَّيخ إلى ابن فضَّال، والمعروف بابن الزُّبير، فهو وإنْ لم يوثق بالخصوص إلَّا أنَّه من المعاريف الكاشف ذلك عن وثاقته.
ومنها: رواية عليِّ بن أبي حمزة عن أبي عبد الله (عليه السلام)، في حديث أنَّه قال لأبي بصير: «فصلِّ يا أبا محمَّد زيادةً في رمضان، قال: كم جعلت فداك؟ قال: في عشرين ليلة تمضي، في كل ليلة، عشرينَ ركعةً: ثماني ركعات قبل العتمة، واثنتي عشرة بعدها، سوى ما كنتَ تصلِّي قبل ذلك، فإذا دخل العشر الأواخر فصلِّ ثلاثينَ ركعةً، كلّ ليلة ثمانٍ قبل العتمة، وثنتين وعشرين بعد العتمة، سوى ما كنت تفعل قبل ذلك».[2] وهي ضعيفة بعليِّ بن أبي حمزة، وعدم وثاقة القاسم بن محمَّد الجوهري.
ومنها: رواية أبي بصير، قال: «قال أبو عبد الله (عليه السلام): صلِّ في العشرين من شهر رمضان ثمانياً بعد المغرب، واثنتي عشرة ركعة بعد العتمة ...».[3] وهي ضعيفة أيضاً بجهالة الحسين بن علي بن شيبان القزويني الواقع في إسناد الشَّيخ إلى عليِّ بن حاتم.
ومنها: رواية محمَّد بن سليمان، قال: «إنَّ عدَّةً من أصحابنا اجتمعوا على هذا الحديث، منهم يونس بن عبد الرحمن عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام)، وصباح الحذاء عن إسحاق بن عمار عن أبي الحسن (عليه السلام)، وسماعة بن مهران عن أبي عبد الله، قال محمَّد بن سليمان: وسألتُ الرِّضا (عليه السلام) عن هذا الحديث فأخبرني به، وقال هؤلاء جميعاً: سألنا عن الصَّلاة في شهر رمضان كيف هي؟ وكيف فعل رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقالوا جميعاً: إنَّه لمَّا دخلتْ أوَّلُ ليلةٍ من شهر رمضان صلَّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) المغرب، ثمَّ صلَّى أربع ركعات التي كان يصلِّيهن بعد المغرب في كلِّ ليلة، ثمَّ صلَّى ثماني ركعات، فلمَّا صلَّى العشاء الآخرة، وصلَّى الركعتين اللتين كان يصلِّيهما بعد العشاء الآخرة -وهو جالس- في كلِّ ليلةٍ قام فصلَّى اثنتي عشرة ركعةً ...».[4] وهي ضعيفة باشتراك محمَّد بن سليمان بين عدَّة أشخاص، بعضهم مجهول وبعضهم ضعيف وبعضهم ثقة، وبجهالة أحمد بن عليّ، وبجهالة الحسين بن عليِّ بن شيبان القزويني الواقع في إسناد الشَّيخ (رحمه الله) إلى عليِّ بن حاتم.
ومنها: رواية الحسن بن عليِّ عن أبيه، قال: «كتب رجل إلى أبي جعفر (عليه السلام) يسأله عن صلاة نوافل شهر رمضان وعن الزِّيادة فيها، فكتب (عليه السلام) إليه كتاباً قرأته بخطِّه: صلِّ في أوَّل شهر رمضان، في عشرين ليلة، عشرينَ ركعةً ...».[5] وهي ضعيفة بجهالة الحسين بن عليّ بن شيبان الواقع في إسناد الشَّيخ إلى عليِّ بن حاتم.
ومنها: رواية محمَّد بن أحمد بن مطهَّر: «أنَّه كتب إلى أبي محمَّد (عليه السلام) يخبره بما جاءت به الرِّواية: أنَّ النَّبيّ (صلى الله عليه وآله) ما كان يصلِّي في شهر رمضان وغيره من اللَّيل سوى ثلاث عشر ركعة، منها الوتر وركعتا الفجر، فكتب (عليه السلام): فضَّ الله فاه! صلَّى (صل) من شهر رمضان في عشرين ليلة، كلّ ليلة عشرين ركعة: ثماني بعد المغرب، واثنتا عشرة بعد العشاء الآخرة، واغتسل ليلة تسع عشرة، وليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، وصلَّى فيهما ثلاثين ركعة: اثنتي عشرة ركعة بعد المغرب، وثمانية عشر بعد العشاء الآخرة، وصلَّى فيهما مائة ركعة، يقرأ في كلّ ركعة فاتحة الكتاب وقل هو الله أحد عشر مرات، وصلّى إلى آخر الشَّهر كلّ ليلة ثلاثينَ ركعةً كلٌّ على ما فسَّرت لك».[6] وهي ضعيفة بعدم وثاقة محمَد بن أحمد بن مطهَّر. وقد عرفت أنَّ الرِّوايات الواردة بذلك كلُّها ضعيفة السَّند.
وقد ورد عكس ذلك -أي كون الثمان ركعات بعد عشاء الآخرة، والإثنتي عشرة بعد المغرب- في موثَّقة سماعة بن مهران، قال: «سألتُه عن رمضان كم يصلَّي فيه؟ فقال: كما يصلِّي في غيره، إلَّا أنَّ لِرمضان على سائر الشُّهور من الفَضْل ما ينبغي للعبد أنْ يزيد في تطوَّعه، فإنْ أحبَّ وقوي على ذلك أنْ يزيد في أوَّل الشَّهر عشرينَ ليلةً، كلّ ليلة عشرين ركعة، سوى ما كان يصلِّي قبل ذلك، يصلِّي من هذه العشرين اثنتي عشرة ركعةً بين المغرب والعتمة، وثماني ركعات بعد العتمة، ثمَّ يصلِّي صلاة اللَّيل التي كان يصلِّي قبل ذلك ثماني ركعات، والوتر ثلاث ركعات، ركعتين يسلِّم فيهما، ثم يقوم فيصلِّي واحدةً، يقنت فيها، فهذا الوتر، ثمَّ يصلِّي ركعتي الفجر حين ينشق الفجر ...».[7] وقد عرفت أنَّ مضمرات سماعة مقبولة.
وقد جمع جماعة من الأعلام -منهم الشَّهيد الثاني (رحمه الله)- بين الرِّوايات المتقدِّمة وبين موثَّقة سماعة بالحَمْل على التخيير، ولا بأس بهذا الحَمْل. وإن كان الإنصاف: أنَّ ذلك كلّه مستحبّ في مستحبّ، فله حينئذٍ بَسْط الألف كيف ما شاء، وإن كانت النَّفس تميل إلى ما عليه المشهور. وبالجملة: فهذه أربعمائة من الألف.
وأمَّا المائة الخامسة: فهي في ليلة تسع عشرة، أي إنَّه يزيد على الوظيفة السَّابقة مائة ركعة؛ وقد نسبه العلَّامة (رحمه الله) في المنتهى إلى أكثر الأعلام، بل عن ظاهر الخلاف الإجماع عليه. ولكن لا يخفى عليك: أنَّ أغلب الرِّوايات الدّالَّة على زيادة المائة ركعة إنَّما دلَّت على ذلك في ليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاث وعشرين، كما سنذكرها -إن شاء الله تعالى- ولا يوجد فيها زيادة المائة في ليلة تسع عشرة، إلَّا رواية المفضَّل بن عمر، وقد عرفت ضعفها؛ ورواية محمَّد بن سليمان وهي ضعيفة أيضاً.

أما تتمة الكلام في هذه المسألة، فتأتي في الدرس القادم إن شاء الله تعالى.

 

[1] وسائل الشيعة: باب 7 من أبواب نافلة شهر رمضان، ح2.

[2] وسائل الشيعة: باب 7 من أبواب نافلة شهر رمضان، ح4.

[3] وسائل الشيعة: باب 7 من أبواب نافلة شهر رمضان، ح5.

[4] وسائل الشيعة: باب 7 من أبواب نافلة شهر رمضان، ح6.

[5] وسائل الشيعة: باب 7 من أبواب نافلة شهر رمضان، ح7.

[6] وسائل الشيعة: باب 7 من أبواب نافلة شهر رمضان، ح10.

[7] وسائل الشيعة: باب 7 من أبواب نافلة شهر رمضان، ح3.


  • المصدر : http://www.al-roumayte.com/subject.php?id=1765
  • تاريخ إضافة الموضوع : الخميس: 17-01-2019
  • تاريخ الطباعة : 2024 / 03 / 29