• الموقع : موقع سماحة اية الله الشيخ حسن الرميتي .
        • القسم الرئيسي : بحث الرجال .
              • القسم الفرعي : التوثيقات الضمنية (العامة) / بحث الرجال .
                    • الموضوع : الدرس 63 _ التوثيقات العامة (الضمنية) 24 .

الدرس 63 _ التوثيقات العامة (الضمنية) 24

الأمر الخامس: رجال أسانيد بعض الكتب.

مقدّمة: وقع الكلام بين الأعلام في توثيق رجال أسانيد بعض الكتب وفي صحّة الروايات فيها. ومن هذه الكتب:

 ­ كتاب نوادر الحكمة.

 ­ كتاب دعائم الإسلام.

 ­ كتاب الجعفريات.

 ­ كتاب سليم بن قيس.

 ­ كتاب بصائر الدرجات.

 ­ كتاب قرب الإسناد.

 ­ كتاب الاحتجاج.

وسوف نتعرّض ­ إن شاء الله تعالى ­ إلى كلّ كتاب منها، حسب الترتيب المذكور:

الأوّل: كتاب نوادر الحكمة

إنّ كتاب نوادر الحكمة هو لمحمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري القمي.

وقد روى الشيخ الطوسي رحمه الله عنه روايات كثيرة بطرق معتبرة ذكرها في المشيخة، وذكر جماعة من الأعلام أنّ روايات الشيخ عنه تقرب من خمسين وتسعمائة.

ومهما يكن، فقد استفاد جملة من الأعلام وثاقة مشايخ محمد بن أحمد بن يحيى المباشرين الموجودين في كتاب نوادر الحكمة، عدا من استثناهم محمد بن الحسن بن الوليد، حيث حكموا بضعفهم.

بل ذهب بعض المشايخ الأجلاّء إلى أكثر من ذلك، حيث استفاد وثاقة كلّ من روى محمد بن أحمد بن يحيى عنه في الكتاب المزبور، سواء كانوا من مشايخه المباشرين، أم لا، عدا من استثناهم ابن الوليد.

وبالمقابل، ذهب جماعة من الأعلام إلى عكس ما ذكر، وأنّه لا يستفاد من استثناء ابن الوليد وثاقة المستثنى منه ولا ضعف المستثنى، بلا فرق بين المشايخ المباشرين وغيرهم.

وسوف ترى ­ إن شاء الله تعالى ­ ما هو الإنصاف في المقام.

ولكن قبل ذلك، لا بدّ من ذكر ما قاله النجاشي والشيخ الطوسي رحمهما الله في حقّ الكتاب وصاحبه.

قال النجاشي رحمه الله: «محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران بن عبد الله بن سعد بن مالك الأشعري القمّي أبو جعفر، كان ثقة في الحديث. إلاّ أنّ أصحابنا قالوا: كان يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل ولا يبالي عمّن أخذ وما عليه في نفسه مطعن في شيء، وكان محمد بن الحسن بن الوليد يستثني من رواية محمد بن أحمد بن يحيى ما رواه عن محمد بن موسى الهمداني، أو ما رواه عن رجل، أو قول بعض أصحابنا، أو عن محمد بن يحيى المعاذي، أو عن أبي عبد الله الرازي الجاموراني، أو عن أبي عبد الله السيّاري، أو عن يوسف بن السخت، أو عن وهب بن منبّه، أو عن أبي علي النيشابوري، أو عن أبي يحيى الواسطي، أو عن محمد بن علي أبي سمينة، أو يقول في حديث، أو في كتاب ولم أروه، أو عن سهل بن زياد الآدمي، أو محمد بن عيسى بن عبيد بإسناد منقطع، أو عن أحمد بن هلال، أو محمد بن علي الهمداني، أو عبد الله بن محمد الشامي، أو عبد الله بن أحمد الرازي، أو أحمد بن الحسين بن سعيد، أو أحمد بن بشير الرقّي، أو عن محمد بن هارون، أو عن مموّيه بن معروف، أو عن محمد بن عبد الله بن مهران، أو ما ينفرد به الحسن بن الحسين اللؤلؤي وما يرويه جعفر بن محمد بن مالك، أو يوسف بن الحارث أو عبد الله بن محمد الدمشقي.

قال أبو العباس بن نوح: وقد أصاب شيخنا أبو جعفر محمد بن الحسن بن الوليد في ذلك كلّه، وتبعه أبو جعفر بن بابويه رحمه الله على ذلك، إلاّ في محمد بن عيسى بن عبيد، فلا أدري ما رابه فيه، لأنّه كان على ظاهر العدالة والثقة.

ولمحمد بن أحمد بن يحيى كتب، منها: نوادر الحكمة، وهو كتاب حسن كبير يعرفه القميّون بدبّة شبيب. قال: وشبيب فاميّ كان بقم له دبّة ذات بيوت، يعطي منها ما يطلب منه من دهن، فشبّهوا هذا الكتاب بذلك. وله كتاب الملاحم، وكتاب الطب، وكتاب مقتل الحسين عليه السلام، كتاب الإمامة، كتاب المزار.

أخبرنا الحسين بن موسى قال: حدّثنا جعفر بن محمد قال: حدّثنا محمد بن جعفر الرزاز قال: حدّثنا محمد بن أحمد بنوادر الحكمة، وأخبرنا أحمد بن علي وابن شاذان وغيرهما، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عنه بسائر كتبه»[1]. انتهى كلام النجاشي رحمه الله.

وقال الشيخ الطوسي رحمه الله في الفهرست: «محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري القمّي جليل القدر كثير الرواية له كتاب نوادر الحكمة، وهو يشتمل على كتب جماعة: أوّلها كتاب التوحيد...

إلى أن قال: أخبرنا بجميع كتبه ورواياته عدّة من أصحابنا، عن أبي المفضل، عن ابن بطة القمّي، عن محمد بن أحمد بن يحيى، وأخبرنا بها أيضاً الحسين بن عبيد الله وابن أبي جيّد جميعاً، عن أحمد بن محمد بن يحيى، عن أبيه، عن محمد بن أحمد بن يحيى.

وأخبرنا بها جماعة عن أبي جعفر ابن بابويه: عن أبيه ومحمد بن الحسن، عن أحمد بن إدريس، ومحمد بن يحيى، عنه.

وقال أبو جعفر بن بابويه: إلاّ ما كان فيها من غلوّ أو تخليط، وهو الذي يكون طريقه محمد بن موسى الهمداني»[2].

ثمّ ذكر نحو ما ذكره النجاشي رحمه الله إلاّ أنّه زاد الهيثم بن عدي، وجعفر بن محمد الكوفي.

ثمّ إنّ طريق الشيخ رحمه الله إليه صحيح، كما أنّ طريق الشيخ الصدوق رحمه الله إليه صحيح، وطريقه إليه هو: أبوه ومحمد بن الحسن، عن محمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعاً، عن محمد بن أحمد بن يحيى العطار وأحمد بن إدريس جميعاً، عن محمد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعري.

هذا، وحُكي عن المامقاني رحمه الله في تنقيح المقال عن الحاوي أنّه قال: «ومن الغريب ذكر ابن داود لمحمد بن أحمد الجليل في قسم الموثقين ولم يوثقه وذكره في قسم الضعفاء وكان السبب في ذلك قول أصحابنا أنّه يروي عن الضعفاء ويعتمد المراسيل، ولا يخفى عليك أنّ هذا لا يقتضي الطعن في الراوي إذ شأن أكثر المصنّفين جمع الأحاديث، والاعتماد على المراسيل مذهب جمع من الأصوليين، فلا تغفل». انتهى.

ثمّ لا يخفى عليك، أنّ محمد بن أحمد بن يحيى الأشعري يروي عن جماعة، منهم ابن أبي عمير، وأحمد بن أبي نصر البزنطي، وأحمد بن محمد بن خالد البرقي، ويروي عنه أحمد بن ادريس الأشعري، وسعد بن عبد الله القمّي.

 

[1] رجال النجاشي، ص348، 349.

[2] الفهرست، ص221، 222.


  • المصدر : http://www.al-roumayte.com/subject.php?id=2129
  • تاريخ إضافة الموضوع : الخميس: 17-11-2016
  • تاريخ الطباعة : 2025 / 04 / 30