الدرس 1241 _كتاب الصوم 41
فلو ظهر نقص الهلاليّ عن رمضان قضى يوماً (2)
(2) لو ظهر له أنَّ الشَّهر الَّذي رآه وصامه كان ناقصاً عن شهر رمضان، وكان رمضان تامّاً، كان عليه قضاء يوم إنْ لم يكن الشَّهر الَّذي صامه شوّالاً أو ذا الحجّة، وإلاَّ فعليه صيام يومَيْن؛ لمكان العيدَيْن.
نعم، لو كان رمضان ناقصاً، وقد صام شوّالاً، وكان تامّاً، لم يكن عليه قضاء.
* * *
ويتحرَّى أيضاً ناذر الدَّهر لو تحيّر، فيُحدث نيَّة التَّعيين لرمضان (1)
(1) إذا نذر أن يصوم السَّنة، وتحيَّر في الشُّهور، ولم يعرف رمضان من غيره؛ لحبس أو أَسر، فيتحرَّى شهراً يكون رمضان على نحو الظَّنّ؛ لعدم إمكان العلم، فيُحدث حينئذٍ نيّة التَّعيين لرمضان، وحُكمه في جميع الصُّور، كما تقدَّم، فلا حاجة للإعادة. وإذا لم يحصل له الظَّنّ، فحُكمه كما تقدَّم أيضاً.
* * *
ولو قيّده بالسَّفر لم يتحرّ في إفطاره، ولا إفطار العيدَيْن (2)
(2) لو قيّد نذر الصَّوم بالسَّفر، وسافر، لم يتحرَّ في إفطار شهر رمضان، ولا في إفطار العيدَيْن؛ لتيقُّن الوجوب بالنَّذر، والشَّكّ في المسقط من شهر رمضان والعيدَيْن، ولا ينتقض اليقين بالشَّكّ، وهو واضح.
* * *
ويجزئ التّحرِّي في كلّ صومٍ مُتعيّنٍ (3)
(3) ذكر المُصنِّف (رحمه الله) أنَّه يُجزي التّحرِّي في كلّ صومٍ مُتعيّن إذا التبس عليه الأمر، ولم يمكن تحصيل العلم بالمُعيّن، فيكون حُكمه في جميع الصُّور كما تقدَّم.
ولكنَّ الإنصاف: أنَّ حُكم الظَّنّ هنا حُكم الشَّكّ، ولا يُجزي التَّحرِّي؛ لعدم الدَّليل على حُجِّيّة الظَّنّ هنا، وإنَّما قام الدَّليل على إجزاء التَّحرِّي في خُصوص شهر رمضان، وفي غيره يكون حُكمه حُكم المُتحيّر من الاحتياط التَّامّ، فإذا تعذّر أو تعسَّر بَعَّضَ في الاحتياط، وقد تقدَّم الكلام عنه بالتَّفصيل.
* * *
ولا تجب في النِّيّة المُقارنة لطُلُوع الفجر وإن كان جائزاً. وظاهر كلام المفيد والحسن منعه (1)
(1) ذكرنا هذه المسألة بالتَّفصيل في مبحث اشتراط نيّة الوجوب أو النَّدب، والقُربة في أوائل كتاب الصَّوم عند قول المُصنِّف (رحمه الله): «ليلاً»، فراجع، فإنَّه مهمّ، والله العالم.
وقع الفراغ منه صبيحة يوم الأربعاء في الخامس عشر من شهر محرَّم الحرام سنة 1445 للهجرة، الموافق لليوم الثَّاني من شهر آب سنة 2023 للميلاد، وذلك في مسقط رأسي بلدة المجادل.
وأنا العبد الفقير إلى رحمة ربّه الغنيّ حسن بن عليّ الرُّميتيّ (عامله الله بلطفه الخفيّ والجليّ).
